الجمعة، 13 ديسمبر 2013

شجرة أئمة أل يَعْـرُب

شجرة أئمة أل يَعْـرُب







حمد اليعربي نموذجا



من الذين نظموا الشعر بعمان الشيخ الفصيح حَمَدْ بن سيف بن حَمَدْ بن بِلعَـرَب بن مُهَـنـَّا اليَعْـرُبِـيّ ، ولد ببلد الحزم سنة 1295 هـ ثم انتقل مع آبائة (1) إلى ولاية إبراء ونزلوا بجوار الشيخ عيسى بن راشد المُغِـيِـرِيّ من معه من أشياخ المساكره وسكن ببلد الناضره من ولاية إبراء ولازم الشيخ الكريم سيف بن علي بن عامر المَسْكَـرِيّ ، وتوفي سنة 1361 هـ ، و كان وقاد الذكاء قوي الذاكرة شاعراً فصيحاً ، ومن شعرهِ هذه القصيدة الغراء (2) :.

بآراء أرباب العقول الزكية ** يتم اعتزاز للنفوس العليةِ
و ئنتان للأنسان لابد منها ** حياة لموت ، واعتزاز لذلةِ
وأنَّ بَعِيدَ الهم أن هجع الملا ** يبيت سمير الفكر في كل ليلةِ
إذا صحب الدنيا حليف نباهة ** أرته عواد الدهر كل عجيبةِ
و كل أريب أن تطاول عمره ** ستبدي له الأيام كل غريبةِ
أبَّي خُلق الدنيا بأن يترك الفتى ** على حالة لو نال هام المجرةِ

أصاح متى أرجو من العيش لذة ** وصفوا وقد حل القتير بلمةِ
وكيف أرجى من زماني تعطفا ** واحداثهُ تأتي على حين غفلةِ
حنانيك ما هذا الزمان مسالما ** لذي شرفٍ حُـرًّ زَكِّي السريرةِ
و ما هذه الدنيا بدار أقامةٍ ** فيمتاز فيها المرء بالسابقيةِ
ولكنها أيام لهو و زينة ** وأرغد عيش المرؤ عصر الشبيبةِ

إذا ما مضت عنه سُنُون وأقبلتْ ** أواخر جافتْ جَنْبُهُ كُـلُّ لذَّةِ
سَتُخبرك الأيام إذا كنتَ جاهلاً ** و سَلْ وأتبع ما قال أهل الرويةِ
نصحتكَ علماً بالحوادث أنني ** ركبتُ مطاها في دهور قديمةِ
وأمْلّتْ آمالاً طوالاً عريضةً ** فما خِلتُ أن تَبلى و تبقى بليتي

على أني لاقيت ما يدهش الحجى ** وتذعر منه النفس حين اطمائنةِ
ولستُ عن الحق بناكصٍ ** حلفتُ يمينا غير ذي مشويةِ
وأحزنني دهرٌ تكدرَ صفوهُ ** فهلَّا يَمُنُّ الدهر يوماً بسلوةِ
تكدرَ ذاكَ الصفُو وأنبجسَ البلى ** فياطول ما بِـتْـنَا بعينٍ قريرةِ
رويدكَ يا دهري إلى ما أولى النُهَى ** تُـنْـقصهم والآخرين بغبطةِ
لحى الله دهراً لوحتنا صروفهُ ** وعاودنا صبرا لكل رزيةِ

تولى زمانُ الفضل يا نفس والذي ** ترجى فلم لا يذهبنَّ بحسرةِ
عفتْ أربع تحوي العُـلَى و معاهد ** ثوى المجد فيها والمكارم هُدْتِ
لفقدِ ملوك يسبق الجُون جُودهم ** وآساد غاباتٍ إذا الحربُ جاشتِ
أعاث بهم ريب المنون وهكذا ** صروف ليالينا جرت بالتشتتِ
نجائبنا الأيام تمشي بنا معاً ** و نرجف بالدنيا لوقت موقتِ
دلالات مبداتنا على الختم برهنت ** فدلت على فقد الليالي بقوةِ
أخا العزم خذ عني وحدث بما ترى ** وفكر طويلا في اجتماع ووحدةِ
بعيشك هل عانيت في الناس قبلنا ** تسلى واعلاما عن المجد ميلتِ

بأي ذنوب أوجب الدهر ما جرى ** لقد أخطأ المرمى بسهم المصيبةِ
رقي عينه اليمنى وكـنَّا ضيائها ** وكـنّا اليد البيضا رماها فشُلتِ
وكـنَّـا أناسا من قديم زماننا ** ورثنا المعالي أمةً بعد أمةِ
لنا الدولة الغراء التي شاع ذكرها ** وأثارها تبقى لآخر مدةِ
مَلكنَّا بنى الدنيا و نِلنَا مرامها ** وسُدنا و سَوّدنا بعزم وهمةِ


فكم من يد بيضا لنا سَوّدت فتى ** فأغنت وأقنت حين أغنت وأقنتِ
يرى جارنا الدنيار قيضة كفه ** و يرجع راجينا بأوفى غنيمةِ
فلا مفخر في الناس إلا بنا انتمى ** ولا فيهما يرجى سواهما لرغبةِ
تطُوف بنَّا الأمال من كُـلِّ جانب ** كما طِيف بالبيتِ العتيق بمكةِ
وقامت بنا العلياء فانهد ركنها ** ومالت رواسيهم بحكم المشيئةِ
فلا تعجبوا أن زعـزتنا نوائبٌ ** فـسير الرواسي آية للقيامةِ
لعمرك ان نال القضا بعض قصده **فما ساءنا بل ساء كل الخليقةِ


وأنَّا لمن قوم يعاش بفضلهم ** وترجى أياديهم لكل مهمةِ
سُلالة قحطان خلائف تُبَعٍ ** بُدُور المعالي حفظ للحقيقةِ
سُرَاة إذا الدُّنيا هَوَينَّ جبالها ** أقاموا على أرجائها فأستقلتِ
دُهاةً إذا ما المشكلات تفاقمتْ ** هُدَاةً إذا الأفكار بالأرض ضلتِ
تقسم في الدنيا نداهم وبأسهم ** وسادوا على الدنيا بنارٍ وجنةِ


هم نشروا الرايات في أرض بابل ** و في يَمن والصين والقادسيةِ
بَنَى السَدْ ذو القرنين منهم بقوةٍ ** وأفرغ قُطراناً على كل زربةِ
ومأرب والصفصاف شادوا ومرعشاً ** وغمدان ثم الحصن بالاَ بقيةِ
ومنَّا الأولى سادوا وشادوا وعمروا ** فجاسوا خلال الدار بالأعوجيةِ
وهم دخوا شرق البلاد وغربها ** وجالت مذاكيهم بأرجاء سرةِ


فسبعون مع عشرين الفا وستة ** عتاق المذاكي الصافنات بغزوةِ
إذا هلهلت بالنقع في حومة الوغى ** تُرِيك الضُحى كالليلة المدلهمةِ
يزلزل أرض الشرك وقع سنابك ** إذا يممتها مرخيات الأعنةِ
عليهن من أبناء هودٍ غطارف ** يقدون نسبح الهام بالمشرفية
كماة متون الصافنات مهودهم ** بيوم حدود البيض في الهام ظلتِ
حداد المواضي طيبات نفوسهم ** كرام السجايا واللقا والعشيرةِ


مصاليت إن هاجت لظى الحرب أسرعوا ** إليها بعزم زانه صدق نيةِ
تخالهم أسدا تصول لدى الوغى ** إذا خاضتْ الأبطال نار العريكةِ
ضراغم بالزعق الدلاص تسربلوا ** وقد اكفؤها بالضحى والعشية
يشنون للغارات مطيهم ** وعجلزة جرداء تزهو بغرة
سبوح تباري الريح في بعض غدوها ** و تمرح بالخطى إذا ما تثنتِ
تفر الكماة الصيد من سطواتهم ** إذا ألجموا للبغي كل طمريةِ


فياصاحبي عرج على رمضة الحما ** عسى فرج تحظى به بعد شدةِ
فعهدي بأهليها ملوك إذا سخوا ** يروا المائة الحمراء أيسر منةِ
كرام و أوفى الناس عهدا و موثقا ** وأرعى و أوفاهم على كل ذمةِ
مقاول من أبناء هود و يعرب ** ألوا الرتبة العلياء و الاريحيةِ
إذا حجم الفرسان يوما تقدموا ** على كل صنديد بصدر الكتيبةِ
على ضمر قصر الأعادي مبيتهم **إذا ما تمطى الوهن ظهر الأريكةِ
وفي صهوات من عناجيج ضمر ** تعادي بهم نحو الحصون المنيعةِ
بهم دولة الإسلام أشرق نورها ** وردوا العدا قسرا إلى خير ملةِ


فكم سبقت في الأقدمين مفاخر ** لهم و سيادات و أفضل بيعةِ
كأسلاف من شادوا البرية سابقا ** وعمرّ أنهار وحصن الشريفةِ
أمامهم القرم المعظم حمير ** فتى المرتجى سلطان ضخم الدسيعةِ
جلاجل كم أحمى الوطيس بأسمر ** وذي شطب صاف زكي الأرُومةِ
همام خميس الحرب في حومة الوغى **إذا اشتعلت نار الحروب وشَبتِ
سقى الهند و اليونان ماء الطلى وقد ** أقام عماد القسط بين الرعيةِ
غدا السيف مخضوب الفرار بكفهِ ** وحاطت بناديه سرادق هيبةِ
خلت بهم الدنيا ولا غرو أن خلت ** مآثرهم في كل سفر وسيرةِ
بصرت وغيري لم يكن ذا بصيرة ** لهذا و قولي منبأ عن حقيقةِ


وكم لبني قَحْطَان من عرش محتد ** وكم لهم في الناس من أولويةِ
على فلك الدنيا لقد رُفعت لهم ** منازل لا تخفى على ذي بصيرةِ
لقد أوضحوا سُبل الهدى بشبا الظبا **و شادوا منار الدين بالسمهريةِ
يبيتون للمولى قياماً وسجداً ** إذا باتت الأعيان فوق الأسرةِ
مآثرهم في الخافقين وذكرهم ** جديدان طول المدة الأزليةِ
مآثرهم تبقى و آيات مجدهم ** إذا تُليتْ كالشمسِ غير خفيةِ


فمن مثل أخلاق الإمام ابن مُرشدٍ ** و من مثلهِ ذو سيرةٍ نبويةِ
رقى درج المجد الأثيل مجللا ** وقد كان ذا عفوٍ عظيم و عِفةِ
حوى قصبات السبق كهلاً ويافعاً ** وتوج بالتقوى شعار السكينةِ
و أصبح للدين الحنيفي ناصرا ** لقيث سراياه لكل ملمةِ
بتبر وبتر لا تزال يمينه ** تفرج عن أهل التقى كل أزمةِ
تراه إذا يغشى الورى متبسما ** إذا خضبت بيض الصفاح بحُمْرَةِ
وإن شمتَ برقاً من سحائب جودهِ ** أمِنْتَ بهِ الأملاق طول المعيشةِ
تقوله بالفضل أعداؤه و من ** تقوله الأعداء بأكمل عزةِ
هو الأمجد الغر المعظم شانهُ **هُمَامٌ ، له الأعداء بالفضل قرتِ


ومن مثل سُلطان بن سيف بن مَالك ** إمام الهدى بل رحمة للبريةِ
كريم إذا استسقيتَ منهُ سحائبا ** همتْ بشأبيب النَّوال و سَحتِ
إذا أنت قد وافيته و رجوته ** ترى كل أمر فيه كل مروةِ
تدوس من الأعداء سنابك خيلهِ ** معاطس كانت في عتو و أنفةِ
كأن المنايا و الأماني قسمت ** فـفي راحتيه للورى كل قسمةِ


وقدوتنا الزاكي أبي العَرَبْ الذي ** تدينُ له أقْـيَـال كـل قََـبِيلةِ
ملأَ الأرض عدلاً ثم أمَنا وهيبة ** وساد بأحسان وحُسن الخليقةِ
وأخجل مَعَناً ثم كعباً وحاتماً ** إذا وَهَبتْ يُمنَاهُ بعض الهديةِ
فلو سمعتْ أُسْدُ العَرين ببأسهِ ** وسطوته تحت العجاج لذلتِ
تعذرتْ الأيامُ عن مثلهِ و قد ** نَبَتْ أَلسُنُ الأفكار و كَـلَّتِ
فبوركتَ من قرمٍ حوى كل سُؤددٍ ** و مكرُمةٍ بل كل حُكمٍ وحكمةِ


ومن مثلُ سيفٍ نَجْلُ سُلطان إذ سطا ** هزبرٌ إذا ما الخيل للخيل كَرَتِ
هو السيد المِفْضَالُ ذو الشرفِ الذي ** تَبَوَّأ في العَلياء أرفع رتبةِ
أعد لحربِ المُشركين مدافعا ** فلو صادفت صم الجبال لدكتِ
وأرعن سد الأفق عثر خيوله ** حشاه عنا جيجا وزرق الأسنةِ
خميسا لواء النصر يخفق فوقه ** و يقدمه فتح إمام السريرةِ
شفى النفس من جند النصارى فأصبحوا ** شعاثا وقد باؤوا بذل وخزيةِ
بها لجب كالبحر اغشى بلادهم ** وخضب منهم بالظبا كل لحيةِ
رجيفهم إذ طاول الحرب و إنتمى ** علاه غبار للعاديات المُغِيرةِ
سقتهم كؤوس الحتف أقيَال حِمْيَرٍ **بكل رقيق الشفرتين و مُدْيَةِ
فكم مُهَجٌ منهم تسيل على الظبا ** وكم من دماء بالصوارم طلتِ
ولم يُغْنِ عنهم جمعهم وحصونهم ** ولا ما استعدوها من السابريةِ
تبلج صبح الحق وانطلق الهدى ** بعدل أبي سلطان زاكي الأرومةِ


وسلطان سلطان الملوك و فخرهم ** و بدر معليهم و ضرغام بيئةِ
حوى الجود و الجدوى وكل فضيلةِ ** وفي كفهِ بَحْريّ بأسٍ ونعمةِ
إذا ما انتضى سيفا وهزَّ مُثقفا ** سيورد أهل الجور حوض المَنِّيَةِ
بضربٍ يَقُدُّ البِيضَ و الهَام و الطلا ** ودعس القنا من البطاريق عجتِ
إذا ما التقى الجمعان واشتجر القنا ** وسمر العوالي في النحور اسبكرتِ
يغلق هامات الكمات بأبيض ** يضيء كبرق لاح عند العتيمةِ
غزا الهند بالجرد الجياد و بالقنا ** ودانت له الأقران من أزمنيةِ
وأرض رياضٍ أمَّهَا بعَرَمْرَمٍ ** و صغر أرباب النفوس الأبيةِ
فصبحهم جردا و مردا أفاضلا ** رجالا يرون الحرب أرفع منةِ
أتاهم بها شذر العيون كأنما ** بها حول قد أبدرت كل مقلةِ
فغادرهم جزر السباع تظلهم ** وما اقترفوه من ذنوب عظيمة
وكانوا عصاة ثم دانوا لحكمه ** وكلفهم بالرغم وضع الأكلة


فتلك قيود الأرض أقمار سعدها **حجاحجة أرباب عفو وقدرة
ملوك بنو للمجد بيتا على السما ** وتحت الثرى منه الدعام أستقرت
لهم راية للمجد سامية الذرى ** سمت في معاريج السما و اشمخرت
سما بهم المجد المُـأثل و العلى ** واحكامهم في الناس عز الطريقة
هم الأكرمون الأفاضلون ألوة التقى ** بنوا معقلا للمجد أعلى المجرة
وشادوا الصياصي و المعاقل والعلى ** ودولتهم تعنو لها كل دولة
أقاموا حدود الله بالبيض و القنا ** و أشرق نور العدل في كل بلدة
وضاءات أقاليم الممالك كلها ** بأنوار أسرار لهم قدسية
إلى آخر الدنيا تجل صفاتهم ** وأسمائهم تتلى لكل عزيمة


أولئك أرباب المفاخر و العلى ** عباهلة صبر كرام السجية
إذا وهبوا كانوا غيوثا لمحتد ** وان رهبوا كانوا ليوث الكريهة
ففي الحرب يسقون العدى كؤس الردى ** وفي السلم أرباب الهبات السنية
فحامدهم ألا يرى البث دونه ** إذا اشتدت الهيجاء صعب الشكيمة
لقد جاهدوا لله حق جهاده ** وما وهنوا بل كابدوا كل محنة
وكم بذلوا في طاعة الله أنفسا **وما طلبوا بالمجد نيل الرياسة
وكم وهبوا لله في الحرب أنفسا ** وذاقوا النصارى نكبة بعد نكبة


بجيش ملا الآفاق نقعا وكم له ** وجوه النصارى في لظى الحرب كبت



ذكرت ملوك الأرض من آل يعرب ** بحور الندى الفياض من كل راحةِ
فهم سادتي هم قادتي وأيمتي ** وهم صارمي في الخافقين وجنةِ
أرى حبهم فَرضاً عليَّ وسُنة ** أراعيهم من قبل فرضي وسنتي
إذا أفتخر الأقوام في كل محفل ** تقوم بهم عند التفاخر حُجتي
عفا الله عنهم ثم روّى قبورهم ** بمُنْهّل مدرار من صوب رحمةِ
لقد خصهم بالفضل من رفع السما ** وأشرق علياء عن الكف جلتِ


سل العرب و الأتراك عن آل يعرب ** تجد جللا من ذكر نعمى و بهجةِ
أينكر هذا عند من وطئي الثرى ** ومن كان في بحر وقعر و قريةِ
فمن ذا الذي ينكر يا قوم فضلهم ** وما أسلفوه في القرون الخليةِ
وفير كثير إن تواضعت الورى ** إليهم ودانت بالسجود وخرتِ
متى رمت سلوانا و أملت راحة ** أهاجت بي الذكرى لواعج علةِ
على زمن كـنـَّا نَسُود به الورى ** وأيام عز بالأمجاد وَلتِ
تزلزل طود المجد و أنهدم العلى ** على فقد سادات مضوا و أيمةِ
مناقبهم جلت وقد جل حصرها ** وفي ذروة العلياء فازوا برفعةِ


تقضت ليالي العدل و انطمس الهدى ** فيا خيبة المسعى على ما تقضتِ
ولستُ أرى إلا جموعا تفرقت ** فيا طول مكابذى النهى و الفتوةِ
تفرق ذاكَ الجمع إلا حزازة ** تشب بصدري أثر ذكر وفكرةِ
رعى الله أياما بنا كيف أقبلتْ ** فسرت فلما أنس القلب ولتِ
كذا دأبها الأيام تمضي بأهلها ** فمن ذا الذي قد فاز بالدائمية
عناء على الدنيا فأوقات عزها ** و إقبالها كالمنحة المستردة
وما هي إلا منزل في طريقنا ** تناوب فيها أمة بعد أمة
لقد أسرعت في بسط أوقات عزنا ** وأمالنا الأيام طي الصحيفة


سكنتم ذرى العلياء يا شمس يَعْرُب ** ويا بدر قَحطان سهام المنيةِ
و صيرتم هم السماك لمجدكم ** محلا وكشفتم دجى كل غمةِ
شددتم عرى الإسلام منكم بدولة ** تجلت شموس الحق فيها تحلتِ
وسدتم على كل البسيطة كلها ** بأنوار عدل كالصباح المنيرةِ
تركتم لكل العرب فخرا و سؤددا ** تساموا به في كل باد وحضرةِ
سلام عل الدنيا الدنية بعدكم ** فما هي إلا جيفة أي جيفةِ
ومن صحب الدنيا طويلا تقلبت ** على عينه مابين نوم ويقظةِ


فلولاكم يا سادة العُرْبِ لم يكن ** لنا بين أهل العصر ذكرُ فضيلةِ
فعنَّا وعن ذا الدين يا أشرف الورى ** جزيتم رضا الرحمن في قدس جنةِ
لك الخير أن وافيت ربعا حوى العُلى ** فبلغهم يا صاح عني تحيتي
وشنف بذكر الأكرمين مسامعي ** فذكرهم يحلو على كل صيغةِ
وقل ما تشا في حمدهم و مديحهم ** فلن تبلغ المعشار من شكر نعمةِ
ولو أنت أبصرت الحقيقة لجتلت ** عليك شموس العدل في كل صورةِ


فدع كل شيء غير قول أخا النهى ** ومن ذا له في السابقين كخيرةِ
فلولا اهتمامي لنفردت لهمة **ولا كثرت بين الأقارب عزتي
فصرت أرى العلم اليقين حقيقة ** وتتلوه في المعنى عليَّ بصيرتي
وانطق بالحق اليقين عبارة ** وان كنت مبديه كشعر وحكمةِ
فتعرض أفكار المعاني لناقد ** وتتلى على طلابها بالحقيقةِ


تبارك علام الغيوب ومن له ** على الناس حكم سابق في القضيةِ
فهاك مقالا صاغه الفكر قد سما ** إلى المنزل الأسنى منير الأهلةِ
فتم علي رغم الحسود وكيده **بحول إلهي لا بحولي وقوتي
وأسألك اللهم عفوا ورحمة ** بحرمة طه في رواحي وغدوتي


عليه صلاة الله ما لاح بارق ** وما ناح قُمْرِيٌّ على غصن أثلةِ
كذا الآل و الأصحاب ماذر شارق** وما هب خفاق النسيم بطيبةِ
وأن ناب خطب أو تغطرس فادح **و أمسيت في عصر البلا في رخيةِ
تَبصر هُديتَ الرُشد في كل محفل ** بآراءِ أربابِ العقولِ الزكيةِ

الحياة العلمية والثقافية في أيام اليعاربة




ومن الجدير بالذكر أن الأئمة اليعاربة رغم أعباء المسؤولية الجسيمة وانشغالهم بجهاد المستعمر البرتغالي الذي يحتل أرضهم .. لم يشغلهم كل ذلك عن قامة المدارس ودور العلم والثقافية وتشجيع المعرفة .. وفي ذلك يحدثنا حميد بن محمد بن رزيق في كتابه الفتح المبني بان بلعرب بن سلطان بن سيف اليعربي كان يقال له ابو العرب لكرمه الزائد وهو الذي عمّر يبرين ونصب مدرسة للعلماء والمتعلمين رغّبهم ببذل المال وأكل الفواكه . فنال العلم بكرمه الطلبه فغدا من كان متعلماً فقيهاً عالماً ومن كان لا أديباً شاعرا ًمتصرّفاً بالعربية . ثم أنه يذكر لنا أسماء جهابذة العلماء الذي زخرت بهم الدولة اليعربية كالشيخ خلف بن سنان الغفاري – والشيخ سعيد بن محمد بن عبيدان وغيرهم جملة من الأدباء . وصاروا أدباء بكرمه كالشيخ راشد بن خميس وغيره.
ويروي المؤلف أن بلعرب أنشأ كثيراً من المدارس في عُمان لكنه خص مدرسة يبرين بالذكر لانها تعتبر بمفهوم عصرنا جامعة كبيرة ففيها يدرّس الفقه والنحو والصرف .. وغير ذلك من العلوم التي ساعدت على نشر الثقافة والعلم وتخريج العلماء والقضاة وعلى العموم فإن عصر الدولة اليعربية عصر لا يختلف عليه إثنان على أنه من أزهى وأزهر وأرقى العصور ثقافة وعلماً وأدباً في هذه المنطقة. ونحن حينما ندرك المستوى الثقافي الرفيع الذي عاشه شعب الدولة اليعربية في ذلك العصر والذي ألمحنا اليه قبل قليل عندئذ لا نستغرب أن يفرز مثل ذلك المجتمع الواعي المتألق بعلمه وثقافته وطموحه شاعراً فذّاً كبن ظاهر في خصائصه وميزاته.


مستوى الشاعر الثقافي :


إنه لأمر طبيعي لان يكون مستوى الشاعر مرآة صادقة لصورة مجتمعه في شتى مناحيه وعلاقاته وابرز ما يكون ذلك في علمه وثقافته . إذ يعبر مستوى الشاعر عن مدى ما وصل اليه ذلك المجمتع من علم وأدب وثقافة . والمستعرض لاشعار ابن ظاهر يقف مبهوراً أمام ثقافته الواسعة التي مكّنته من تصريفها في أغراضه الشعرية كما يشاء . فتعجب حين تقرأ له الأمثال المبتكرة والحكم النادرة والوصف البديع والمعاني العميقة يتوج ذلك اسلوب رفيع ولفظ جزل بديع وسبك رصين لا يقل في مستواه عن الفصحى لولا تساهل في النطق وتجانف عن الاعراب فهو يصدر منه عن فطرة مصقولة بالعلم ويؤاتيه عن طبع شحذته التجربه . فاذا أرجعته إلى أصله الفصيح وجدته الشعر السليقى المتمكن . واليكم المثال يقول ابن ظاهر مبتدئاً إحدى قصائده :
يقول الفهيم المايدي بن ظاهر ** والأمثال تسعفني بنايا قصوره
فلو أنك أردت ان تقراً هذا البيت باللغة العربية الفصحى لأمكنك ذلك دون إخلال بالوزن,
فتقول :
يقول الفهيم الماجدي ابن ظاهر ** والأمثال تسعفنى بناء قصوره


والقارئ الفطن لشعر ابن ظاهر يراه قمة في لغته الشعرية وأسلوبه البياني قريباً جداً من الشعر العربي لولا ما ذكرنا آنفا من ابتعاد عن قواعد اللغة وتسامح في النطق حسب ما تقتضيه اللّهجة العامية بعكس ما قرأناه من الأشعار العامية التي تلت عصر ابن ظاهر إذ أن الفارق بينهما وبني
الفصحى بعيد الشأ وواضح المعالم. وفي قصيدة اخرى له نجد اكثر من خمس عشرة بيتاً أقرب إلى الفصيح وهاكم الابيات :
نقا جوهر غالي في المسام ** بالأثمان كم ظال منها الظويل
قماش منقا بقطن موقا ** وشي تبقا قليل المثيل
تغالي التجار قماش الغزار ** والأزياء ما في شراها حجيل
وأثمار لاشجار حلو وذوق ** وفيها رزايا ودوح ظليل
والأنهار تجري بخبث وطيب ** عيون تجارى وهذاك غيل
ولفظ الأنام حلو ومر ** ولا الشري منها شرى السلسبيل
والناس أجناس بخيل يذم ** كريم يحيا ونذل بخيل
والأرض تعرا ويكسى عراها ** من الغيث أصناف ثوب جميل
لفاها طروق مشع البروق ** تمج الشدوق سحاب هطيل
هروق يروق ويحيى العروق ** تولوه أملاك نعم الوكيل
لها الرعد زاوي وشرتا زغاوي ** فهاج بكاها رميج الخليل
سرى بيهم هرج بكي وضحك ** وشمت المواشي وجهل الخليل
تطيب المفالي من أول وتالي ** وطاب الزلال عمار النخيل
وطهى نضالا بشوي وطبخ ** مقات الضعاف وطعم السبيل
لذيذ طعامه وحلو جناه ** تولوا حصاده بوزن وكيل
ولفوا عراها بقمصان خوص ** وعادت إمّاته إلى الدور حول
تنحوا وكل مضى في هواه ** عن الدار وانو ولشد الرحيل
تنحيت لي مثل غي السراب ** ومذ ضل عقلي تركت الصميل
ويوم دنا الشيب ولى الشباب ** أناخ ركاباً وحث الرحيل
دهاني المشيب بدولات حرب ** وهجن خطتها ملابيس خيل


من هذا المنطلق نرى ان ابن ظاهر قد كان على الجانب كبير من العلم والثقافة . ولو كان الشاعر خلواً منهما لما استطاع ان يأتي بهذه الدرر الثمينة والنفائس الكريمة التي خلّدها التاريخ على مدى ثلاثة قرون من الزمان تتداولها ألسنة الناس أمثالاً وأوصافاً وحكماً.
ودليل آخر يسند ما ذهبنا إليه من ثقافة الشاعر. وهو تنقلاته الكثيرة في أرجاء المنطقة رغم صعوبة المواصلات آنذاك .. والتي مكّنته من الاطلاع على ثقافات الآخرين .. فتأثر بها وتفاعل معها واكتسب بحكم هذه اللقاءات الكثيرة ثقافة وتجارب قيّمة مفيدة في هذه الحياة.
ولا نستبعد ان يكون ابن ظاهر قد نظم الشعر العربي الفصيح أيضاً وان كنا لم نقف له على شيء من ذلك .. إلا ان ما يمتاز به ابن ظاهر في شعره الشعبي من ملكات لغوية ومعطيات ثقافية وتصريف بياني بديع ومعان قوية عميقة تجلعنا لا نستكثر عليه نظم الشعر بالفصحى . ونحن حينما نقول بذلك فانما نستنتج رأينا هذا من قراءتنا لجواهر أشعار ابن ظاهر وعظيم آثاره . وإن كنا لا نملك الدليل المادي عليه إلا انه إحتمال تطمئن اليه نفوسنا ويميل اليه فكرنا .. فضلا عن ذلك فان ابيات ابن ظاهر في الشعر النبطي لا تكاد تبتعد عن الشعر العربي الفصيح ذلك البعد الذي يمكن ان يوجد بين العامية والفصحى .. وإنما هي قريبة الشبه به إلى حد ما من نواح كثيرة.




7- الشيخ خميس بن راشد الرويشدي الضنكي عاش في القرن الحادي عشر وكان أحد العلماء الذين عقدوا البيعة للإمام ناصر بن مرشد اليعربي
8- الشيخ أبي يعقوب محمد بن ربيعة بن زيد المربوعي كان أحد علماء الدولة اليعربية البارزين أدرك عصر كل من الشيخ الإمام بلعرب بن سلطان وأخيه سيف بن سلطان
9- الشيخ الوالي سليمان بن محمد بن ربيعة بن زيد المربوعي عالم فقيه عاش في أواخر القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر كان أحد العلماء الذين اجتمعوا لعقد الإمامة لسلطان بن سيف بعد وفاة أبيه وقد عينه هذا الإمام واليا على مدينة نزوى
10- الشيخ خنجر بن علي بن غفيلة الغفيلي عاش في القرن الحادي عشر في عهد الدولة اليعربية
11- الشيخ عثمان بن علي الشكري عاش في القرن الحادي عشر الهجري في ظل الدولة اليعربية
12- الشيخ صالح بن سعيد بن أحمد بن صالح عاش في القرن الثاني عشر الهجري وأدرك أواخر الدولة اليعربية
13- خلف بن محمد بن خنجر بن سعيد بن غفيلة الغفيلي عاش في عصر أواخر الدولة اليعربية في القرن الثاني عشر للهجرة وكان يعيش في ولاية ضنك




14- الشيخ الفقيه الرضي نعمان بن زاهر بن سيف الفيلاني الضنكي :


أحد أعلام عمان البارزين في فترة عصر اليعاربة والذي كان له وأسرته دور بارز في توحيد عمان في عهد الإمام ناصر بن مرشد اليعربي ( 1624 - 1649 ) .
وبداية أعتذر عن هذه المعلومات المختصرة التي سوف أقدمها لكم لأنه وكما أظن هذه أول ترجمة لهذا العالم ولم أطلع على أي ترجمه له إلا على ترجمة مختصرة وضعها الشيخ المؤرخ سيف بن حمود البطاشي رحمه الله في كتابه الإتحاف .


· اسمه ونسبه :


هو الشيخ الفقيه الرضي نعمان بن زاهر بن سيف بن راشد بن حجي بن زاهر بن محمود بن فيلان الفيلاني الضنكي.. ينتسب إلى قبيلة بني فيلان.. تلك القبيلة التي كانت تستوطن منطقة العلاية من ولاية ضنك.. وقد انقرضت هذه القبيلة.. وتلاشت من الوجود.. وأصبحت أثراً بعد عين.. وسبحان الذي يغير ولا يتغير.. ويفني ولا يفنى .


وقد استقرت هذه القبيلة في هذه المنطقة منذ أمد بعيد حيث وجدت أن الشاعر الكيذاوي قد ذكر هذه القبيلة مع عدد آخر من قبائل عمان عامة وولاية ضنك خاصة في قصيدته التي مدح بها الملك فلاح بن محسن النبهاني عندما توجه لمحاربة وادي بني خالد حيث يقول في قصيدة طويلة ما يلي :
وآل وحشي جميعاً في غطارفة من آل شكر أو من آل فيلان
وفيه آل عزيز مع بني عمر مع آل حمير مع عبس وذبيان
هذا وقد شاركت هذه القبيلة - بقيادة شيخها سيف بن راشد الفيلاني وابنه الشيخ زاهر بن سيف الفيلاني وقاضيهم الشيخ العلامة خميس بن رويشد المجرفي - في توحيد عمان تحت زعامة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي ( 1034هـ - 1059هـ) حيث يقول في ذلك الشيخ المؤرخ نور الدين السالمي : (وجعل –أي الإمام ناصر بن مرشد - يجمع الجيوش والعساكر فاجتمع له خلق كثير فسار بهم إلى الظاهرة وافتتح وادي فدى وأمر ببناء حصنها ونصره أهل العلاية من ضنك وكان مقدمهم الشيخ العالم خميس بن رويشد ورجال الفياليين واستقام أمره بها رغم القالين ).


كما احتضنت هذه القبيلة.. مجموعة من العلماء والأدباء والشعراء.. حيث أصبحت علاية ضنك في عهدهم.. كعبة للعلماء.. وملاذاً للأدباء والشعراء .

علماء وأدباء الدولة اليعربية


- العلامة الشيخ صالح بن عبد الله بن مسعود العزري


ولد العلامة الشيخ بن صالح بن عبد الله بن مسعود بن حمد بن محمد بن صالح العزري السليفي في بلدة السليف في ولاية عبري , وقد كان زاهدا , تقيا , و قاضيا , وقد عينه الإمام سلطان بن سيف اليعربي قاضيا في حصن الغبي في ولاية عبري , وقد الف – رحمه الله – العديد من الكتب في أحكام الفقه , والشريعة وقد اندثرت أغلب مؤلفاته , وما بقي منها القليل نذكر منها : كتابه (بصيرة الاديان) الذي تحدث فيه عن أحكام القتل , والقصاص , والنساء , وكتاب آخر تحدث عن(أحكام القصاص في الجوارح , والعفو عن القصاص, والدية), وقد كان رحمه الله مرجعا للعديد من العلماء , والادباء في عصره , وأوقف العديد من كتبه , وكتب الآخرين حتى يستطيع العامة من الناس الاطلاع والإستفادة منها , حيث أوقف لها ولخدمتها نخيلا في بلدة السليف , ولا يزال الوقف موجودا على الآن بها.


2- العلامة الشيخ عمر بن مسعود بن ساعد المنذري


يعد العلامة الشيخ الكبير عمر بن مسعود بن ساعد المنذري من علماء القرن الحادي عشر الهجري , وهو من بلدة السليف بولاية عبري , كان رحمه الله ورعا زاهدا , متعففا , عكف على كتابة العلم , ودراسته وأخذه من علماء عصره , وقد نبغ في علوم الطب الذي اشتغل به زمانا , ومارسه وكان يقصده الناس من كل مكان منهم من يستفتي ومنهم من يستشفي , ومنهم من يسترشد , كما نبغ –رحمه الله- في علوم الفلك والرياضيات فقد كان يكتب كتب العلوم بيده , فجمع الكثير من الكتب العلمية مما مكنه من تأليف كتابه الجامع (( كشف الاأسرارالمخفيه في علم الأجرام السماوية والرقوم الحرفية)). وللعلامة رسالات في الفقه والأدب والطب , وقد رافق – رحمه الله- العديد من علماء وفقهاء زمانه , وكان ملازما لحلقات العلم والعلماء , توفي رحمة الله عليه بعد صلاة الظهر من سنة (1160) هجري , بعد ان اوصى بما يلزمه , فجمع أقاربه وذويه وأشعرهم بقرب وفاته , حيث دفن في موطنه في بلدة السليف في ولاية عبري وذلك على ربوة وما زالت باقية. ولأهمية مؤلفاته فقد قامت وزارت التراث القومي والثقافة بطباعة مؤلفه الكبير (( كشق الأسرار المخفية في علم الاجرام السماوية والرقوم الحرقية)).


3- الشاعر الأديب راشد بن خميس بن جمعة الحبسي


ولد بقرية (عين بني صاروخ ) بوادي العين في ولاية عبري سنة تسعة وثمانين بعد الألف من الهجرة (1089هـ) وقد شاء القدر أن يحرم شاعرنا من نعمتين منذ طفولته وهما نعمة البصر ونعمة حنان الأبوين ،حيث فقد بصره وهو أبن ستة أشهر ومات أبواه وهو في السابعة من عمره الرغم من ذلك فقد عوضه الله بموهبة الشعر ،وقد طلبه الإمام بلعرب بن سلطان اليعربي ،للانتقال إلى جبرين ليقوم برعايته وتربيته وتعلم في ظله علوم القرآن ،وعلوم اللغة .فأصبح شاعرا مجيدا ،وأديبا حاذقا وخاض في جميع فنون الشعر وبعد وفاة الغمام بلعرب بن سلطان اليعربي انتقل شاعرنا إلى الحزم بالرستاق ؛ ليعيش هناك في كنف الإمام سيف بن سلطان اليعربي إلى مات ثم عاش مع أبنه الإمام سلطان بن سيف الثاني حيث كان بارا به محبا لنبوغه وشاعريته وقد ترك لنا هذا الشعر موروثا قيما في مجال الشعر ؛ مما حذا بوزارة التراث القومي والثقافة بطباعة ديوانه المسمى (ديوان الحبسي ).


4- العلامة الفقيه القاضي الشيخ خميس بن رويشد المجرفي


عاش خلال فترة حكم اليعاربة ،حيث كانت له مكانة علمية كبيرة بين الناس جعلته مرجعا في كثير من الأمور الفقهية ،وقد ألفا العديد من الكتب في مختلف العلوم ، وقد تولى رحمه الله القضاة في العديد من البلدان منها ضنك حيث قام القاضي خميس بن رويشد المجرفي وهو يومئذ قاضيا على ضنك بمساعدة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي أثناء محاولته فتح الغبي في ولاية عبري وعندما تمكن الغمام من فتحها جعل الشيخ خميس بن رويشد واليا عليها .


5- الشيخ العلامة خلف بن سنان بن خلفان الغافري


هو الشيخ العالم الفقيه والشاعر البارع خلف بن سنان بن خلفان الغافري من علماء القرن الحادي عشر الهجري استقر في شبابه في بلدة الدريز في ولاية عبري وقد عاصر بعض الأئمة الدولة اليعربية .حيث تقلد مهام القضاة بمدينة نزوى وقد كان عالما في مجال الفقه وبليغا في النثر والأدب وبارعا في الشعر حيث كان يكتب الشعر الفصيح في جميع المجالات في النصح والحكمة والرثاء والفخر والمدح . وقد قام الشيخ سيف بن بن حمود بن حامد البطاشي بتجميع بعض قصائده في ديوان (إيقاظ الوسنان في الشعر وترجمة الشيخ خلف بن سنان ) .وهو صاحب علم الكشف كما ذكره العلامة الشيخ نور الدين السالمي في" تحفة الأعيان ".


6- الشاعرعلي بن ظاهر الماجدي

مولــده
من الصعب جداً ان نقف على تفصيل حياة هذا الشاعر لبعد الشقة بيننا وبينه من ناحية ولعدم توفر ترجمة كتابية عن حياته من جهة أخرى ..
وما وقفنا عليه في ذلك إنما هي روايات من أفواه بعض العارفين من المسنين في دولة الإمارات.
وقد اختلفت هذه الروايات في مولد إبن ظاهر ونشأته .. فمن قائل انه ولد في قرية الذيد من أعمال الشارقة مستنداً في ذلك إلى ما جاء في أشعاره عنها وعن وصف نخيلها .. ولكن ذلك في رأينا ليس دليلاً قاطعا لمولده فيها .. فقد تعرض ابن ظاهر في أشعاره للذيد كما تعرض لغيرها من مناطق الإمارات وقراها .. ومن قائل انه ولد في رأس الخيمة بمنطقة الساعدي .. ودليله على ذلك ان الشاعر كان ملمّا بأحداث هذه المنطقة وكثيرا ما كان يتردد ذكرها في اشعاره

نسب اليعاربة



ينسبُ اليَعارِبَةُ إلى الملك النبهاني يَعْرِب بن عمر بن نبهان بن محمد بن نبهان ( له ينسب النباهنة ) بن كهلان بن نبهان بن محمد بن نبهان بن عمر بن نبهان بن كهلان بن نبهان بن محمد بن عمر بن ذهل بن نبهان بن عثمان بن أحمد بن زياد بن خالد بن طالب بن علقمة بن شعوة بن قيس بن بشر بن زياد بن محمد بن المغيرة بن زياد بن البحتري بن ذهل بن زيد بن كعب بن الكبيد بن الحارث بن العتيك ( ينسب له أزد العتيك ) بن الأسد بن عمران بن عمرو مزيقيا ( ملك سبأ ) بن عامر ماء السماء بن حارثة بن الغطريف بن أمرىء القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن زاد الركب بن الأزد ( تنسب له الأزد ) بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب ( تُبع اليمن ) بن قحطان ( تُبع اليمن وتنسب له العرب القحطانية ) بن نبي الله هود عليه السلام ( نبي قوم عاد ) .
 * يرتبط عهد اليعاربة في عمان بتولي الإمام ناصر بن مرشد اليعربي الحكم عام 1624 وهو أقوى أئمة اليعاربة ، وكان إماما حازما شجاعا  حيث  وحد البلاد وجمع  شمل القبائل حوله وحارب البرتغاليون حربا  طويلة لا هوادة فيها و توفي عام 1649م   .

 * بعد وفاة الإمام  ناصر بن مرشد، بويع بالإمامة إبن عمه الإمام سلطان إبن  سيف عام 1649 م وتابع الإمام سلطان  جهود إبن عمه  بطرد  البرتغالين من سواحل عمان و الخليج العربي   .
 * خلال عهد اليعاربة الاوائل، ازدهرت عمان إزدهارا كبيرا في شتى المجالات  الإقتصادية و الإجتماعية و أصبح  الاسطول البحري العماني  قوة مؤثرة في الخليج و المحيط الهندي  .
 * بعد وفاة الإمام سلطان بن سيف عام 1718م، أنتهت الوحدة الوطنية التي عاشتها عمان و أعقبتها فترة من الحروب الأهلية حول الإمامة و السيادة التي  بدورها أدت إلى ظهور الأطماع  الخارجية و محاولتها لإحتلال عمان